الجمعة، 28 نوفمبر 2014

الشائعة .... سلاح نفسي فتاك

            

تقريرـ ربـاب الشـــمري

لعبت الشائعة دورا حاسما في قلب موازين القوى لصالح مروجيها في الماضي والحاضر, فهي سلاح نفسي فتاك في الصراعات والحروب, وأسلوب من أساليب تقويض الروح المعنوية على صعيد الفرد والمجتمع ,ولا عجب ان نجد القرآن الكريم قد حث على ضرورة التصبر والحيطة والتوعية من عمق آثار الشائعة بقوله تعالى{يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا  قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } والفهم لهذه الحقيقة يكمن في  المقدرة على حسن التعامل معها, في تجنب الأسباب المؤدية إليها فلا نكون غامضين في الطرح والمعالجة لأمورنا ,و على الافراد والحكومات الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة فضول الآخرين وتساؤلاتهم وتركهم ضحية للتأويلات والتفسيرات الخاطئة,وكذلك يجب قضاء حاجات الناس أفرادا وجماعات والصدق معهم في بلوغ الرغبات والتطلعات والرقي.
وأوضح المواطن محمد علي "عادة ما تكون الشائعة سلبية موجهة لنقد الآخرين أو الحديث عن الجانب غير الايجابي في شخصيتهم، لكنني وبمفهومي المتواضع أستطيع ان اوظف الشائعة لصالحي من حيث اختيار الأشخاص الذين أجد فيهم خصلة النقل الجيد وايضا أستطيع اختيار الموضوع المستهدف لنقله، وبالمقابل هنالك إمكانية لردع الشائعة المضادة والتي بالعادة من الصعب التعامل معها إلا أنني بقدر اهتمامي بسماعها سأحاول ان اكون غير مهتم وغير مبالٍ وفي الوقت نفسه أجاهد لأعرف مصدرها وبهدوء ... ومن ثم اتحرك على المصدر.
واضافت أستاذة علم النفس الاجتماعي خلود السباعي "الأبعاد النفسية والاجتماعية لانتشار الشائعة في المجتمع وحسب الدراسات هو ان الشائعة دائما تستهدف عقل الانسان وقلبه وليس جسده ,اي انها تتجه الى معنوياته لا ممتلكاته ,حيث ان ميدانها هو الشخصية  وتستهدف اشاعة الفكر والعقيدة والروح لتحطيم معنويات الأعداء سواء مدنيين أو عسكريين  وتضيف "على الفرد الذي يعيش في المجتمع المستهدف بالشائعة يكون معرضا دائما لكثير من الامراض النفسية والاجتماعية التي تسيطر علية وتتحكم في تصرفاته وافعاله ,لأن سياقات تطبيق الحرب النفسية في كثير من الأحيان تعتمد على التعامل مع ميول الانسان وحاجاته ورغباته ,ومن ثم غرائزه بأساليب إشباع مرغوب فيها ,أو تجنب منفر منه وهي معطيات تستهوي في معظمها المتلقين وتمهد الطريق أمام السلاح النفسي للوصول الى الهدف المطلوب في الزمان والمكان المحددين
وأوضحت الصحفية منار عبد الأمير الزبيدي "اعتبر العراق من اول البلدان صناعة للشائعة خاصة في الآونة الأخيرة التي شهدت الاحتلال الامريكي للعراق حيث سادت الفوضى السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية وللأسف أصبح هناك انحطاط خلقي شائع اتخذ من إثارة الفتن والشائعات سبيلا للإطاحة بالآخرين ولم يسلم اي واحد من نار الفتن تلك.
وأشارت الزبيدي "والأدهى من ذلك ان بعض الانحطاط أخذ يثير الفتن والشائعات بمجرد الاختلاف مع أي شخص أو تضارب مصالحه الشخصية وللأسف أقولها أيضا ان الشائعة لا تجد طريقها الا وسط مجتمع متخلخل غير قائم على القواعد الاجتماعية الأساسية التي تدعم المصداقية والشفافية ,والشائعة اسلوب غير مقبول يتبعه الشخص للإطاحة بالمقابل على سبيل المنافسة غير الشريفة أو غير الشرعية ,فقد ينتج بالتعادل أسلوب الحيلة (الشائعة) ولكنه بالتأكيد يصطدم بالواقع الاجتماعي ببساطة لأن حبل الكذب قصير ولكل امرأ قدره ووزنه الاجتماعي الذي يجعل منه جيلاً عالياً هذا على المستوى الشخصي ,أما على المستوى السياسي فهذا شأن آخر.
وأضاف الجامعي علي معن " بصفتي طالباً واعيش أجواء الجامعة التي تعج بالشائعات اعتقد ان الشائعة تختلف حسب اختلاف الشخص المنقول عنه والأشخاص المنقول عنهم فتارة تكون مدحا وتارة تكون ذما وتارة تكون خليطا بين النوعين وتارة تكون غريبة أي في سياق وقائعها حتى تكون في عداد المستحيلات لكن تلقف الناس وتناقله لها جعل المستحيل أمـرا ممكن الوقوع.
وأضافت ام زهراء (ربة بيت)"الشائعة وبحسب خبرتي المحدودة هي مأخوذة من الفعل شائع أي(منتشر)أحيانا نسمع الإشاعة عن شخص معين  ويصدقها مجموعة من الناس مما يجعلنا نصدق بأنها حقيقة ملموسة, وفي بعض الأحيان تكون الشائعة للترويج عن موقف معين من الطرف الآخر  واشاعته بين الناس بسرعة أكبر من سرعة الإذاعة والتلفزيون ,انا مثلا تعرضت إلى احدى الشائعات التي تخص حياتي الأسرية حين انتقلنا من بيت الأسرة الكبير واستقلينا بحياة خاصة انا وزوجي واطفالي في بيت صغير ولكنه لم يكن ملك لنا بل كان إيجارا ,الا ان من حولنا أشاعوا علينا بأن البيت هو ملك لي أو لزوجي, وبسرعة البرق بدأ الأهل والأصدقاء والأعداء بالاتصال للتأكد من صحة الخبر فاستقبلت هذه الشائعة بروح رياضية وكنت متفائلة وفرحة وآمنت بالقول الشعبي الذي يقول (صيت الغنى ولا صيت الفكر)
والتفتت أم زهراء قائلة" والآن نسمع في حياتنا اليومية الكثير من الشائعات الصحيحة والكاذبة والتي يكون غرضها الإطاحة بمكانة شخص ناجح أو لمعرفة ردة فعل من هم قريبون على الشخص المشاع عنه ,وللأسف تطلق الشائعات من أقرب الناس الينا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق