تقريرـ ربــــاب الشــــمري
يبدو
أن ارتفاع المستوى المعاشي للفرد في مدينة الديوانية ،وتحسن الأوضاع الأمنية قد ساهما
إلى حد بعيد بزيادة أعداد بنات حواء هذه الأيام ممن يقدن السيارات، وامتلأت بهن شوارع
المدينة وميادينها ،حتى أصبحت هذه الظاهرة طبيعية مألوفة بعد أن كانت مضمحلة ومعدومة
.
وقد
أبدت أطياف مجيد"لاأجد حرجاً في القيادة،وتحسنت مهاراتي في السياقة تدريجيا،ولاسيما
مع وجود زحامات ومطبات وشوارع مليئة بالحفر
والأخاديد، لكن أطيافاً تعاني من كثرة المعاكسات التي تعترضها من لدن الرجال أثناء
القيادة "غالبا ما أتجاهل التحرشات والألفاظ التي يطلقها السواق تجاهي ،ولعل أشد
ما يزعجني تشككهم بمهاراتي كسائقة ،والنظرات الغريبة التي تلاحقني في الذهاب والإياب
،ربما يبدو تقبلي كسائقة أمراً صعبا لديهم .
فيما
أشارت أم مينا"جاءت فكرة قيادتي للسيارة بناءا على رغبة زوجي للقيادة,وذلك لحاجتي
الماسة لها أثناء غياب زوجي,وذلك لإيصال أبنائي إلى المدرسة وإعادتهم , وعموما الأماكن
التي أذهب إليها لاتتعدى نطاقاً واسعاً فهي محدودةلخشيتي من الأماكن البعيدة, وفيما
يخص المضايقات التي أتعرض إليها فهذا شيء لايمكن نكرانه أونفي وجوده .
وخاصة
الشباب المراهقين المتهورين في قيادة السيارات فبعضهم يظهر السخرية والتحدي في الشارع
ولكن حاجتي للسيارة جعلتني أتغاضى عن هذه الأمور ولا أعير لها أي اهتمام.
كما
أوضحت ميعاد"كوني مدربة تعليم السياقة فأنا أكثر امرأة مشجعة لهذه المسألة وأحث
النساء القادرات على اقتناء السيارات تعلم السياقة , فالشارع الديواني أصبح يمتلك الكثير
من النساء اللواتي يقدن السيارات بعد أن كان الشارع يكاد أن يكون معدوما من السائقات
واشارت
ميعاد"المرأة التي تقود السيارة تحظى باهتمام وتفضيل من لدن غالبية السواق الرجال
لاسيما حينما تشتد الأزمات كأزمة البنزين فمثلا
مجرد أن أقف في طابور تفويل البنزين يتم تقديمي على من أمامي من الرجال المنتظرين تسليمهم
حصتهم من البنزين ,وأعتقد أن جزءا من أخلاق وشهامة رجالنا هي تفضيل النساء وفتح المجال
أمامهن للمرور أو الانعطاف في الازدحامات المرورية.
وقال
مفوض المرور أحمد عبد الجليل "القوانين المرورية سارية المفعول ولا نفرق في تطبيق
القوانين واللوائح المرورية بين الرجل والمرأة
فهي سارية على الجميع لكن روح القانون قد تسمح أحياناً بالتغاضي عن مخالفة بسيطة
ترتكبها السائقة فليس من الشهامة أن تعرض أمرأة للإهانة أو إحراج أمام المارة والراكبين
لشيء بسيط ولايمكن أن نتعامل مع مخالفة المرأة بنفس مانتعامل به مع مخالفة الرجل لا
سيما في الظروف الحالية ولا يعني هذا تبرئتها تماماً ولكن ممكن أن نكتفي للمرة الأولى
والثانية بغض الطرف عنها أو الاكتفاء بإنذارها شفوياً وللعلم أن النساء هن أكثر التزاماً
بالقوانين المرورية في الشارع إلى جانب كونهن يتمتعن بالذوق والانتظام ولو أردنا مقارنة
حصيلتهن بالحوادث فأستطيع القول إن السيدات لايتسببن بالحوادث إلاما ندر على العكس
من الرجال خصوصاً شباب اليوم .
فيما
بينت الناشطة في منظمات المجتمع المدني اتحاد الغانمي"أن الشريعة الإسلامية أعطت
للمرأة حدود في العمل وكذلك الحال بالنسبة للرجل ,لكن هذه الحدود لم تضع أي عائق أمام
عمل المرأة فيما إذا كان داخل نطاق الشريعة الإسلامية ,فالشارع الديواني أصبح في تصاعد
مستمر لقيادة السيارة النسائية لكوننا نعيش في عصر التطور والانفتاح,عصر يتطلب من المرأة
أن تحتل الدور القيادي والتعاوني مع النصف الثاني للمجتمع لكونها النصف الأول,أما مسألة
رفض المجتمع لقيادة المرأة السيارة الذي يكاد ينعدم مستقبلا هو لعدم امتلاك المرأة
الجرأة والصلابة التي يمتلكها الرجل ,فلكي تتجنب المرأة نقد المجتمع لقيادتها السيارة
عليها أن تلتزم بعدة ضوابط ومنها الالتزام بالقواعد المرورية للحفاظ على السلامة العامة
وكذلك احترامها الشارع لكونه ملك الجميع وليس ملكاً شخصياً ,وأن تكون قادرة على تحملها
المسؤولية اللازمة لقيادتها السيارة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق